Wednesday, May 20, 2009

هى والآلم

تستيقظ الآن مع آذان العصر أو المغرب كل يوم وتظل طوال الليل مستيقظة ولا تنام الا صباحا عندما تعلم بأن البيت أصبح خالى تغلق باب غرفتها وتضع الستائر على الشبابيك حتى لا ترى أى نور وتنام
بالطبع هى لا تنام كل هذا الوقت فكل ساعة أو أثنان تستيقظ مثلهم وتظل تدور يمينا وشمالا على السرير وتحايل فى النوم ولكنه يعاندها دائما فهى عندما تحسب عدد ساعات نومها تجدهم لا يتعدون الخمس ست ساعات ولكن الباقى تكون على السرير تعاند فى النوم وهو يعاند فيها فهى لا تريد أن تقوم بالنهار بأى حال من الأحوال ولأنها غالبا خلال النهار تشعر بالآم عديدة فى جسمها ومعدتها خاصة لذلك تحاول أن تنام حتى تنسى الآمها
أصبحت تخاف من الناس ومن الخروج من المنزل منذ عام أو أكثر وهى مبتعدة عن كل الناس أصدقائها زملائها أقاربها ولا تراهم الا نادرا وغالبا تتعب كثيرا عندما تخرج وتذهب الى أى مكان لذلك أصبحت تفضل الجلوس فى المنزل بدلا من سؤال كل من يراها عن ماذا حدث لها وما يتعبها ويجعلها هكذا
أصبح وجهها شاحب جدا فهى من الممكن أن تظل عدة أيام بدون وضع أى طعام أو شراب داخل فمها وغالبا معدتها ترفض أى طعام ويخرج مرة آخرى بعد بضعة دقائق أو ساعات وهذا جعلها تخاف أيضا من تناول أى طعام أو شراب
وكل من يراها يتسأل ماذا بها ولماذا وجهها شاحب هكذا ووزنها أقل بكثيرا من السابق
فقدت الثقة فى كل من حولها لذلك أصبحت تفضل الجلوس بمفردها وعدم الخروج والأختلاط ولكن بسبب عملها أحيانا تضطر للخروج ولكنها كثيرا تعتذر عن أى لقاء عمل أو غير عمل بسبب مرضها وخوفها وأشياء آخرى كثيرة
كل شىء جميل مات بداخلها الأمل والحلم والطموح والحب وهى الآن لا يهمها شىء سوى أمها التى تموت فى اليوم مليون مرة عندما تراها هكذا حطام أنسانة شبه ميتة وشبه حيه
فهى فى السابق كانت ترى نظرات وكلمات الأعجاب بأبنتها فى كل مكان والكل كان يشيد بجمالها وآخلاقها وسلوكها وطريقة تعاملها مع الناس وطموحها الذى ليس له مثيل ولكن الآن تبدل الوضع فلم يعد يراها أحد الا نادرا وعندما توجد فى أى مكان توجه الكلمات الى أمها لماذا وجه أبنتك شاحب هكذا لماذا كل نظرات الحزن هذه ولماذا ولماذا وكل هذه الأسئلة تعلم الأم أجابتها ولكنها تعلم أنه لا يوجد أحد يفهم أبنتها أكثر منها وللأسف حتى هى لا تستطيع أن تخرج أبنتها مما هى فيه فقد حاولت كثيرا معها وبكل الطرق ولكن نادرا ما تنجح طريقة معها ويفشل الباقى
تتمنى هذه الفتاه أن يعود بها العمر لعام الى الوراء أو لعام وعده أشهر ولأنها قبل هذه الفترة كانت أنسانة آخرى تماما كانت كلها نشاط وحيوية وكانت تستيقظ من نومها فى السادسة صباحا وتخرج لعملها وكانت شعلة نشاط وكان الكل يحسدها على نشاطها هذا فكانت دائما تنهى عملها مبكرا وتساعد زملائها وزميلاتها فى عملهم وكانت على علاقة طيبة بكل الناس وكانت لا تجلس فى مكان واحد فتجدها فى الطابق العلوى تجلس مع هذه المجموعة تتكلم وتضحك وتتناقش ثم تنزل الى الطابق السفلى لفعل نفس الشىء وهكذا فكانت محط إعجاب كل من حولها وكانت فتاه طيبة جدا وبسبب جدعنتها وحبها للآخرين أستطاعت أن تكون علاقات أنسانية ناجحه جدااا مع كل الموجودين وكانت دائما تتصدر لحل مشاكل أى من الزملاء وتذهب سريعا الى رؤساء العمل وتكلمهم فى المشكلة وكانت فى كل مرة تنهيها وهذا بسبب علاقتها الطيبة بالكل التى كانت تسمح لها بالحديث مع أى شخص حتى رؤسائها فى أمور ومشاكل العمل ومع أنها كانت أصغر الموجودين سنا الا أن الكثيرين كانوا دائما يأخذون رأيها فى أشياء كثيرة جدا تخص حياتهم وعملهم وكان رأيها دائما صواب ويعملون به وكانت تعود من عملها لتطهو الطعام وتساعد والدتها فى عمل المنزل وفى الليل تمسك الجرائد والمجلات وتقلب فى قنوات الأخبار والقنوات الدينية وتستمع لأى مسلسل يشدها
فكانت حياتها طبيعية جدا جدا وكان الكل يعتبرها فتاه مثالية لأنها كانت ناجحة فى أقامة علاقات أنسانية راقية جدا بعيدا عن المصالح والأغراض الآخرى وكانت دائما مميزة عند الأقارب والأصدقاء وكل من يعرفها
كانت بشوشة دائما وأبتسامتها على وجهها طيبة جدا وبها كمية حنان تملأ الكون كله حساسة ومشاعرها مرهفه جدا كانت بها الكثير من صفات الجدعنة التى كان يحسدها عليها الآخرين رمانسية جدا ومشاعرها لا مثيل لها طموحة ونشيطة وغيرها من الصفات الجميلة التى نادرا ما توجد فى شخص واحد
ولكن ماذا حدث لها فقد تعرضت لعدد من الصدمات واحدة تلو الآخرى حتى أنهارت تماما وتركت عملها وأصبح الحال بها مثلها مثل أى شخص لا هو ميت ولا حى فقدت كل شىء جميل وله طعم فى حياتها فقدت قدرتها على التواصل مع الآخرين مع أنها كانت بارعة فى هذا الشىء أكثر من أى شخص وفقدت برائتها وطيبتها وهدوئها وأشياء آخرى كثيرة كانت تميزها
أصبحت الآن حطام فتاه وحتى باقى طموحها وآحلامها تكاد تفقده بسبب الحالة النفسية التى تمر بها
ولا أحد يشعر بها ولا يفهمها مطلقا ومهما حاولت شرح ما بها لا يوجد من يفهمها أيضا فهى دائما تخفى ما يؤلمها بداخلها دائما وتحاول أن تظهر بأنها أنسانة طبيعية وليس بها أى شىء حتى لا تقلق أقرب الناس لها على ما هى فيه ودائما تعيش فى صمت حتى لا تفضحها كلماتها وصوتها وياليت يوجد شخص واحد يفهمها جيدا
ولكن هل يوجد أمل فى عودتها للحياه مرة آخرى هل يوجد من يستطيع أخراجها من حالها هذا هل الحب ووجود شخص ما هو السبب والدافع لها لخروجها من حالتها
ولو كان الحب ووجود شخص ما هو السبب هل يوجد من يستطيع تحمل مشاعرها المرهقة وحساسيتها الزائدة حتى تتخطى محنتها ويكملوا حياتهم معا
ياالله فقد تعبت من كثرة التفكير فى حالها ولا تجد حل ولكن فرج الله قريب ومن المحتمل ظهور من هو قادر على أخراجها من حالتها وليس معنى وجود شخص أن يكون شخص تربطهم علاقة عاطفية من الممكن أن تكون صديقة قريبة منها تحاول بشتى الطرق أخراجها من حالتها من الممكن أن تكون مجموعة أصدقاء وزملاء العمل يتفقون على أخراجها من حالتها ومن الممكن وجود هذا الشخص ولو كان موجود فهو أكثر شخص قادر على أخراجها من حالها

1 comment:

د/عرفه said...

يااااااااااه
ايه الكآبة دى كلها

أكيد فى أمل
أكيد هنلاقى حل

انتظار شخص لإنقاذ الموقف مش دايما بيكون الحل الأمثل
لانه مش دايما بيجى بسرعة
وممكن نستنى على الفاضى

عليها ان تستعين بربنا
وتكثر من الدعاء
وتطيل السجود
وان شاء الله
تستطيع الخروج من تلك الحالة بمفردها

تحياتى ليك