Friday, April 2, 2010

فتاة الكاميرا

لم تكن تتوقع فى يوم من الأيام بشىء من كل الأشياء التى وصلت لها ومازلت تطمح للوصول لأكثر منها فآحلامها كانت بريئة جدا وبسيطة وأبسط مما يتخيله أى شخص وتتخيله هى الآن


فقديما كان صمتها وخجلها الزائد وخوفها فى بعض الأحيان يمنعها عن فعل أشياء كثيرة تحبها

هذا الصمت والخجل الذى كان يعجب ويرضى بعض الأشخاص ولا يرضى البعض الآخر

وبالطبع مجتمعنا يحب جدا هذه النوعية من الفتيات التى لا يطلع لها صوت حتى لو كان صوت عادى ولا يطلب مطالب غريبة أو مبالغ فيها ويحب أيضا الخجل الزائد لا لشىء ولكن حتى يستريح من عبء وجود الفتيات بينهم ففى عرفهم الفتاة الخجولة مهما كان خجلها فهو ميزة


( وأنا لست ضد الخجل فى حد ذاتة ولكنى ضد الشىء الذى يزيد عن الحد فينقلب الى الضد )


وهكذا فكان خجلها وصمتها الشديد هو الشىء الذى زاد عن الحد لسنوات وسنوات حتى أنقلب لضده وجاءت اللحظة التى خرجت فيها من صمتها وحاولت أن تتخلص من جزء من خجلها وليس كله بالطبع ولأنها ترى أن الخجل صفة جميلة فى الفتيات ولكن يجب أن يكون بالمعدل المعقول والغير مبالغ فيه


وأخذتها آحلامها وطموحها وهواياتها الى أشياء يسخر منها البعض لا لشىء الا لأنها فتاة ولا يجب أن تفعل هذه الأشياء حتى لو كانت هذه الأشياء غير خاطئة ولا حرام


فكانت الكاميرا جزء من هواياتها والأشياء التى تحبها وأصبحت لا تستطيع أن تخفى حبها وعشقها للتصوير فى أى مكان وأصبحت تتجول فى الشوارع كأى بنى أدم طبيعى يسير وعندما ترى شىء يعجبها تصوره وكل هذا ليس فيه أى شىء ولكن المشكلة فى المجتمع الذى ينظر اليها كأنها تفعل فعل فاضح فى الطريق العام فعندما تخرج الكاميرا من حقيبتها وتقف لتصور أى شىء ينظر لها الجميع كأنها فتاة مجنونة وتفعل أشياء غير طبيعية وتبدأ التعليقات والكلمات والنظرات الغريبة والعجيبة لها


فلما لا فنحن فى مجتمع يعانى من حالة أنفصام فى الشخصية فعندما يأتى لنا الأجانب ويتجولون بكاميراتهم ويصورون أى شىء نظل ننظر لهم نظرات أعجاب وتقدير للمجهود العبقرى الذى يقومون به ونتسابق كالمعتوهين لألتقاط الصور معهم ولكن عندما يأتى أى شخص من هذه البلد وخاصة لو كانت فتاة لتفعل نفس الشىء يصاب المجتمع بحالة شيزوفرنيا وأنفصام واضح فى الشخصية وتصب عليها اللعنات ومن الممكن أن يقيموا عليها الحد وياليتها فعلت شىء خاطىء يستعدى كل هذا


ولكنها أصبحت تتجاهل كل الكلمات والنظرات وأى شىء يعكر صفوها ولكن مازال يتردد بداخلها نفس السؤال هل فتيات مجتمعنا من جنس آخر غير جنس البنى آدمين وليس من حقهم فعل أى شىء حتى لو كان شىء طبيعى


وفى النهاية لو رأيت فتاة تسير فى الشارع وتمسك بكاميرتها وتلتقط أى شىء يعجبها وتتجاهل ما يحدث حولها ولكن من كثرة الأنفصام المجتمعى أصابتها نوع من أنواع الهلوسة وأصبحت تحدث نفسها وهى بمفردها حتى تكتمل نظرة الناس لها بأنها مجنونة أو معتوهة أعلم تمام العلم أنها أنا وأنى أصبحت أعشق الكاميرا ولا أتركها يوما ما وأصبح لا يهمنى ولا يعنينى أى شىء طالما ما أفعله شىء عادى ولا يوجد به شىء عيب أو حرام

3 comments:

3adel Elhilaly said...

صباح الخير يابوسبوس طالما انتي شايفه انك مبتعمليش حاجة غلط وبتضرك او بتضر حد حواليكي يبقى اعملي اللي انتي عايزاه واللي مش عاجبه يخبط دماغه في اجدعها حيط وكده كده الناس مبتبطلش كلام فمش فارقه بس لو انتي في يوم الايام وحصل انك اتشهرتي بعدالشر ههه هيشاوي عليكي يقولو دي فلانه ودي انا اعرفها اي تماحيك ساعتها وفي كل الاحوال انتي الكسبانه الناس في مصر فاضية وبتحب تملا بؤها بأي كلام ربنا يوفقك ويسترها عليكي ويبعد عنك كلام الناس اللي عايزين الحرق
Go Ahead

3adel Elhilaly said...

صباح الخير يابوسبوس انا اول مرة اعلق عندك بس موضوع ان الناس حشره نفسها في كل حاجة ده بخنق الواحد وعامة طالما تني شايفه ان انتي مبتعمليش حاجة غلط تضرك اوتضر اهلك اي بني آدم يبقى طز فالناس ولا تعمليلهم اي اعتبار وطلعلهم لسانك كمان وكده كده الناس بتتكلم سواء بتعملي حاجة صح او غلط بس يوم اما يشوفو انك بتعملي ده بجد كل واحد هيتخرس وهيسقفولك كمان وربنا يوفقك ويبعد عنك كلام الناس ولاد التييت دول
Go Ahead

صمت المشاعر said...

السلام عليكم ورحمة الله

انا مش سايفه انه عيب خالص ان البنت تخرج كاميراتها في اي مكان وتصور الحاجات اللي تعجبها

اما المجتمع فبقي كل شيء ينظر اليه نظره مختلفه ومن زوايه اخري ليس لها وجود
وبما اننا مقتنعين باللي بنعمله ومش بنعصي ربنا ميهمناش الناس

دمتي بالف خير وحب يارب