نعيش الآن زمنا يشبه الى حد كبير شكل الحارة فى كل تفاصيلها وتقسيماتها ولأننا للأسف لا نعلم للنقاش أسلوبا ولا نعرف كيفية تقبل الرأى الآخر
ولكننا نعلم تمام العلم كيفية تأويل وتغيير معنى جملة أو كلمة قالها الآخر وفى لحظة نقيم عليه الحد ونصفه بأى شىء يأتى فى مخيلتنا وقتها ولا نعطى لنفسنا الفرصة لكى نفهم ما يقصد أو ما يشير اليه كلامه
فبعد رؤية الكثير من المشادات والمشاجرات على التعليقات هنا وهناك جائنى أحساس كأننى أقف فى حارة طويلة بها الكثير من السكان ويقفون كلهم مستعدين لأى حركة أو كلمة أو نفس يخرج من أحدهم فينطلق الآخرون فى مشادات وتقلب الترابيزات على الرؤوس
فهنا فلان يكتب رأيه بصورة ساخرة عن فكرة ما لتنطلق الأفواه صارخة فيه
( إيييييييييييييييه أنت بتستهبل ولا إيه أزاى تقول الكلام ده لو مغيرتوش هجيب السنجة وأشرحك )
ويأتى الآخر ليقول
( وحياتك عندى لو ما شلت الكلام ده لهقيم عليك الحد وهقوم عليك كل حارة الفيس بوك والمدونات وتويتر وكل ما كان له صفحة على النت هخليه يرفع عليك صفحتة )
( لا لا لا أبسلوتلى أنا أتصدمت فيك صدمة فظيعة مريرة شنيعة يا وحش أنت )
ونذهب الى الجهة الآخرى نجد فلانة تكتب رأيها فى فكرة آخرى لتنطلق الأفواه لاعنة وساخطة لها
( إيه يا بت أنتى صحيح مش لاقية حد يلمك من هنا وجاية تطلعى عقدك علينا )
( أنتى فاكرة نفسك بتعرفى تكتبى أصلا )
( إيه يا جميل قاعد لوحدك لية لو بتدورى على عريس أنا تحت أمرك وفى النهاية ضحكة محششين )
( شكلك مرفهة ومش لاقية حاجة تعمليها وجاية تخنقينا هنا أمشى يالا بدل ما أرش عليكى مية نار )
وفجأة نجد نقاشات تصل الى حد الضرب ونجد الكل يجرى هنا وهناك ويتكلم على الميل والشات
( الحقوا فلان بيتخانق هناك )
( الحقوا فلانة بتضرب هناك )
ليصلنى شعور بأنى أقف على باب الحارة وفى نهايتها تجمع الكل ليتشاجر أما مع أو ضد فلان
لأجد نفسى أدندن أغنية يا ولاد حارتنا توت توت أحنا فى معبد حتشبسوت لأستيقظ بعدها من النوم وأجد الخناقة مازالت قائمة والكرسى مازال فى الكلوب
No comments:
Post a Comment