Sunday, June 22, 2014

رائحة الخذلان



تنظر إلى مرآتها كل صباح تتحسس وجهها بكفيها الصغيرين وتنظر نظرة سريعة على أعينها وما أصابهما من إجهاد واضح بظهور هالة سوداء كبيرة

تذهب سريعا إلى باقى وجهها الذى مازال به من الطفولة ما يجعل الكثيرين لا يعرفون عمرها الحقيقى ويعطونها سنا أصغر من عمرها بعشرة سنين على الأقل !!

 تنظر إلى شعرها الذى حافظت على طوله مدة لا تقل عن عشرون عاما فكان يصل إلى نصف جسدها حتى ثارت مرة عليه وقامت بقص نصفه تقريبا فى محاولة لتغيير أشياء كثيرة فى حياتها

 مازالت كما هى تقف حائرة تنظر إلى نفسها فى المرآة لتلاحظ أنها فقدت الكثير من وزنها كأنها تعاقب نفسها على شئ لا تعرفه

 تفتح دولابها لتلتقط ملابسها وتنهى كل شئ سريعا ثم تنظر إلى نفسها فى المرآة وتعود من جديد رغبتها فى التخلص من كل ملابسها التى عاصرت أسوأ فترة فى حياتها ولكن ما دخل الملابس فى ما حدث ؟

سؤال تسأله لنفسها دائما ولا تجد له أجابة

فهى تشعر أن كل ملابسها ملوثة حتى لو كان التلوث عبارة عن تعلق رائحة من كانوا سبب فى خذلانها يوما ما فيها

 تنهى حديثها مع نفسها سريعا وتخرج مسرعة إلى عملها وفى طريقها يتعلق نظرها بمحلات الملابس والأثاث والتحف وكل شئ يحتاجه أى منزل وتظل تحلم ببيت خاص بها ترتبه كما تشاء وتختار كل قطعة فيه على هواها
 تنتهى من أفكارها عندما تصل إلى عملها ومازالت أحلامها تطير هنا وهناك أمامها
 ثم تفيق لحظة وتقول لنفسها أنها لم تعد كما كانت ولم يحق لها حتى الحلم فمن سلبوا منها كل حقوقها وأعطوها خيبات يحلمون ويعيشون وهى يعاقبها الجميع إن علموا بأحلامها وأمنياتها البسيطة والمشروعة

 تمسك بفنجان القهوة بعنف وتحتسيه على مهل وتشعر بمرارته التى تشبه مرارة أيامها وتعود لتكمل أحلامها فمن حقها على الأقل أن تحلم حتى لو لم يتحقق الحلم